فرص الاستثمار في الطاقة المتجددة في إفريقيا: إمكانيات متنامية رغم التحديات
تتمتع إفريقيا بموارد طبيعية غنية قد تجعلها رائدة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة عالميًا. ومع ذلك، يظل نقص الاستثمارات في القارة يمثل عائقًا كبيرًا.
فرصة ذهبية للاستثمار في الطاقة المتجددة بحلول 2030
مع تزايد الاهتمام بقضايا التغير المناخي، تجد إفريقيا نفسها في موقع متميز للاستفادة من مواردها للطاقة المتجددة. من المتوقع أن توفر القارة فرصًا استثمارية تصل قيمتها إلى 200 مليار دولار في قطاع الطاقة المتجددة بحلول عام 2030. هذه الفرصة ليست فقط لإفريقيا للعب دور كبير في التحول الطاقي العالمي، بل أيضًا لمعالجة فجوات الوصول إلى الطاقة في المجتمعات الإفريقية المحرومة.
وفرة الموارد المتجددة في إفريقيا
تتمتع إفريقيا بموارد وفيرة من الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية والطاقة الحرارية الأرضية. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه الموارد الضخمة، فإن حصتها من الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة كانت فقط 2% من 2010 إلى 2020، ما يعادل 60 مليار دولار من إجمالي 2.841 تريليون دولار استثمارات عالمية. وفقًا للجنة الاقتصادية لإفريقيا، كانت معظم هذه الاستثمارات موجهة نحو 14 دولة فقط داخل القارة، تاركة بقية القارة دون تمويل كافٍ.
انتعاش بطيء في عام 2023
في عام 2023، شهدت الاستثمارات في الطاقة المتجددة في إفريقيا انتعاشًا طفيفًا بلغت قيمته 12 مليار دولار، ولكنها لا تزال بعيدة عن الإمكانات الحقيقية. وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، ذهبت 90% من هذه الاستثمارات إلى اقتصادات محدودة على القارة، حيث تلقى جنوب إفريقيا وحدها 40% من إجمالي الاستثمارات في الطاقة المتجددة في إفريقيا من 2010 إلى 2020.
الدول الرائدة في قطاع الطاقة المتجددة بإفريقيا
تعد دول مثل جنوب إفريقيا، والمغرب، ومصر، وتونس من أبرز اللاعبين في مجال الطاقة المتجددة في إفريقيا. تتمتع هذه البلدان بسياسات وطنية قوية وأطر تنظيمية تدعم تنمية الطاقة المتجددة. وفقًا لنيفيده داس تي، محللة الطاقة في شركة “ريستاد إنيرجي”، من المرجح أن تجذب هذه الدول معظم الاستثمارات المحتملة التي تبلغ قيمتها 200 مليار دولار بحلول 2030.
تصدير الطاقة المتجددة إلى أوروبا
دول شمال إفريقيا مثل المغرب وتونس تتمتع بموقع استراتيجي لتصدير الطاقة المتجددة إلى أوروبا. على سبيل المثال، يمكن نقل الطاقة الشمسية من صحراء الساحل إلى أوروبا عبر خطوط نقل عالية الجهد (HVDC). يمكن لهذا التجارة العابرة للقارات أن تنوّع إمدادات الطاقة في أوروبا مع استفادة إفريقيا اقتصاديًا.
الطاقة المتجددة: فرصة لمعالجة فجوات الوصول إلى الطاقة في إفريقيا
يعد الاستثمار في الطاقة المتجددة فرصة ليس فقط للنمو الاقتصادي ولكن أيضًا لحل مشاكل الوصول إلى الطاقة في القرى والمجتمعات الإفريقية المحرومة. مع وجود حوالي 600 مليون شخص في إفريقيا لا يستطيعون الوصول إلى الكهرباء، فإن مشاريع الطاقة المتجددة يمكن أن تقدم حلولًا مستدامة لملايين الأشخاص الذين لا يمتلكون طاقة موثوقة حاليًا.
التحديات التي تواجه الاستثمار في الطاقة المتجددة في إفريقيا
على الرغم من الإمكانيات الضخمة، تواجه إفريقيا العديد من العوائق التي تمنع تبني الطاقة المتجددة على نطاق واسع. تفتقر العديد من الدول إلى البنية التحتية اللازمة لدعم نشر الطاقة المتجددة. كما أن جذب رأس المال للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في مجال الطاقة المتجددة لا يزال يمثل تحديًا في بعض البلدان التي تعاني من عدم الاستقرار الاقتصادي.
وفقًا لنيفيده داس تي، فإن عدم اليقين التنظيمي، وعدم وجود سياسات داعمة، والعقبات البيروقراطية غالبًا ما تعيق الاستثمارات. وتنصح نيفيده الحكومات الإفريقية بتبسيط اللوائح وتقديم الدعم المتسق لجذب الاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة.
الطريق إلى الأمام للطاقة المتجددة في إفريقيا
للاستفادة بشكل كامل من إمكانياتها في مجال الطاقة المتجددة، يجب على إفريقيا التغلب على تحديات البنية التحتية، والمشاكل التنظيمية، وحواجز التمويل. سيساهم ذلك في الاستدامة العالمية للطاقة ويحل مشاكل فقر الطاقة في القارة.
المصادر:
- تقرير اللجنة الاقتصادية لإفريقيا (ECA)
- بيانات الوكالة الدولية للطاقة (IEA)
- نيفيده داس تي، محللة الطاقة في شركة “ريستاد إنيرجي”