أمازون تعمل على تطوير “أليكسا” لتواكب تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة


بعد أن غيرت “أوبن إيه آي” المشهد التقني عالميًا بإطلاق نموذج “شات جي بي تي” في عام 2023، دخلت “أمازون” في سباق جديد لتطوير مساعدها الصوتي “أليكسا” ليواكب هذا التطور. على الرغم من نجاح “أليكسا” الكبير منذ إطلاقها في عام 2011، فإن التكنولوجيا الحديثة مثل “شات جي بي تي” قد أثرت بشكل ملحوظ على مكانة “أليكسا” في سوق المساعدات الذكية. فما هي التحديات التي تواجه “أمازون” وكيف تخطط للتغلب عليها؟


تاريخ “أليكسا” وموقعها في السوق

في عام 2011، ابتكر جيف بيزوس فكرة “أليكسا” لتكون المساعد الصوتي الأول الذي يعمل عبر الأجهزة الذكية. وكانت “أليكسا” مبتكرة في ذلك الوقت، حيث لم تكن تتطلب جهازًا محددًا للعمل، بل كانت متاحة على العديد من الأجهزة مثل مكبرات الصوت الذكية “إيكو” التي أُطلقت في 2014. ورغم نجاح “أليكسا”، بدأ يظهر التحدي الأكبر مع ظهور نماذج الذكاء الاصطناعي مثل “شات جي بي تي” الذي أظهر قدرات أوسع في الفهم والرد.


التحديات التي واجهت “أليكسا”

على الرغم من التطور المستمر في “أليكسا”، فإن المساعد الصوتي يعاني من محدودية في البحث عن المعلومات عبر الإنترنت، مما يجعله غير قادر على تقديم إجابات متنوعة كما تفعل نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة. إضافة إلى ذلك، فإن “أليكسا” تعتمد على قواعد بيانات ثابتة، مما يجعلها أقل مرونة في التعامل مع الأسئلة الجديدة والمعقدة، مقارنة بـ “شات جي بي تي” الذي يمكنه توليد إجابات فريدة بناءً على نماذج لغوية متقدمة.


الحاجة إلى تطوير “أليكسا”

بعد ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل “شات جي بي تي”، بدأت “أمازون” في تطوير فكرة “أليكسا إيه آي” (Alexa AI)، التي تهدف إلى تحسين قدرة “أليكسا” على التفاعل بشكل أذكى وأكثر قدرة على تقديم إجابات دقيقة ومتنوعة. في البداية، كانت “أمازون” تحاول تطوير نموذج لغوي داخلي خاص بها، ولكن التجارب الأولى لم تكن مشجعة بما فيه الكفاية.


الاستعانة بشركات خارجية

بعد محاولات داخلية غير ناجحة لتطوير نموذج لغوي مستقل، قررت “أمازون” التعاون مع “آنثروبيك”، الشركة التي طورت نموذج “كلود” لتقوية قدرات “أليكسا”. هذا التعاون يأتي في وقت حرج، حيث تدرك “أمازون” أن تطوير نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها ضروري لمواكبة المنافسة في سوق المساعدات الصوتية الذكية. حسب التقارير، استثمرت “أمازون” أكثر من 4 مليارات دولار في “آنثروبيك”، وهو ما يبرز مدى أهمية هذا المشروع بالنسبة للشركة.


التحديات الاقتصادية والاستثمار

تواجه “أمازون” تحديات كبيرة في الحفاظ على مكانتها في سوق المساعدات الذكية، حيث أن الأجهزة التي تضم “أليكسا” أصبحت جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها التجارية. في الربع الأول من عام 2023، حققت “أمازون” إيرادات تزيد عن 143 مليار دولار، مع حصة كبيرة من هذه الإيرادات تأتي من مبيعات الأجهزة الذكية والخدمات السحابية “AWS”. مع ذلك، لا يزال ترويج متجرها الإلكتروني عبر “أليكسا” يتطلب الكثير من التطوير.


أهمية التطوير للمستقبل

تدرك “أمازون” أنه إذا لم تتمكن من تحديث “أليكسا” لتكون قادرة على منافسة التقنيات المتطورة مثل “شات جي بي تي” و”سيري”، فإنها قد تخسر حصتها السوقية الكبيرة التي بنتها على مدى السنوات الماضية. لذلك، تسعى الشركة لضمان تطوير “أليكسا” ليصبح مساعدًا صوتيًا ذكيًا حقيقيًا يمكنه التعامل مع الأسئلة المعقدة وتقديم إجابات دقيقة على غرار الأنظمة التكنولوجية الحديثة.


الختام

بينما كان “أليكسا” من الرواد في مجال المساعدات الذكية، فإن التحديات الحالية تتطلب تطويرًا كبيرًا لضمان استمراره في السوق. وتراهن “أمازون” على الشراكات الاستراتيجية مع شركات مثل “آنثروبيك” لإعادة ابتكار “أليكسا” وتحقيق مستويات جديدة من الذكاء الاصطناعي. فإذا نجحت هذه الخطط، فإن “أمازون” قد تحافظ على مكانتها كأحد اللاعبين الرئيسيين في سوق الأجهزة الذكية.


المصادر:

  • “Bloomberg”
  • “TechCrunch”
  • “Amazon Financial Reports”