شهد الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS) مطلع شهر أبريل الجاري هجمة سيبرانية غير مسبوقة أسفرت عن تسريب بيانات حساسة لآلاف المنخرطين، ما أحدث ضجة واسعة في الأوساط الرقمية وأثار مخاوف بشأن أمن المعطيات الشخصية للمواطنين.
الهجمة التي وُصفت بـ”الخطيرة” استهدفت النظام المعلوماتي للمؤسسة، وتمخض عنها نشر ملف ضخم يضم معطيات دقيقة تخص حوالي 500 مقاولة وأكثر من 1.9 مليون أجير، تم تداوله بشكل واسع على قنوات في تطبيق “تلغرام”.
مصادر مطلعة في مجال الأمن السيبراني كشفت أن التحقيقات التقنية الأولية قادت إلى مجموعة “جبروت” الجزائرية، وهي مجموعة معروفة في أوساط القرصنة الإلكترونية، حيث تبين أن التسريب تم من خلال إحدى قنواتها.
اللافت في هذه العملية، وفق ذات المصادر، أن الشخص الذي يُعتقد أنه المسؤول المباشر عن الاختراق ويستخدم الاسم المستعار “3N16M4” ارتكب خطأ تقنيًا خلال عملية رفع الملفات، عبر خاصية “Forward” داخل تلغرام، وهو ما مكن المحققين من تتبع مصدر التسريب والوصول إلى هويته الحقيقية.
وفي بلاغ رسمي، أكدت إدارة الـCNSS أن الهجوم استهدف اختراق إجراءات الأمان المطبقة داخل المؤسسة، مشيرة إلى أن بعض الوثائق التي تم تداولها تم التلاعب بها أو تحريفها عن سياقها الأصلي، وأن البيانات المسربة تخضع حاليًا لعملية تدقيق معمقة.
الصندوق شدد أيضًا على أن التعامل مع الحادث تم بسرعة وباحترافية، حيث فُعّلت بروتوكولات الطوارئ وتم اتخاذ إجراءات تقنية لحماية المنظومة وتعزيز أمنها المعلوماتي. كما باشرت المؤسسة تحقيقًا إداريًا داخليًا وأبلغت السلطات القضائية المختصة.
وفي ظل تصاعد وتيرة الهجمات السيبرانية، يُطرح مجددًا سؤال محوري: من يحمي البيانات الحساسة للمغاربة؟