أنظمة تشغيل قديمة اختفت من الساحة لكنها تركت بصماتها: رحلة في تاريخ أنظمة التشغيل
بينما تهيمن أنظمة التشغيل الشهيرة مثل “ويندوز”، “لينكس”، “ماك”، و”كروم أو إس” على الساحة اليوم، لم يكن الوضع هكذا في الماضي. فقد كانت هناك العديد من الخيارات المتنوعة التي قدمتها الشركات المختلفة، حيث كان كل منها يحاول تقديم نموذج خاص به. رغم أن الكثير من هذه الأنظمة اختفى منذ ذلك الحين، إلا أن تأثيراتها لا تزال حاضرة في الأنظمة الحديثة، مما يجعل من المهم أن نتذكر هذه الأنظمة مع اقتراب عام 2025.
1. نظام “مايكروسوفت زينيكس”
يعتقد البعض أن البداية الحقيقية لأنظمة التشغيل الخاصة بشركة “مايكروسوفت” كانت مع نظام “دوس”، ولكن في الواقع، قدمت الشركة في عام 1980 نظامًا بدائيًا يُدعى “زينيكس” قبل أن يظهر “دوس” بثلاث سنوات. في ذلك الوقت، كان هذا النظام يعتمد على “يونكس”، وكان يُباع للشركات لتثبيته على حواسيبها الخاصة. على الرغم من عدم احتوائه على واجهة رسومية، إلا أنه كان يُعتبر متقدمًا بفضل دعمه لمعالجات 16 بت والقدرة على تشغيل أكثر من تطبيق في وقت واحد. وفي النهاية، تخلت “مايكروسوفت” عن “زينيكس” لصالح “دوس” و”ويندوز”.
2. نظام “أوبن سيرفر” (OpenServer)
نظام “أوبن سيرفر” كان معروفًا بعدة أسماء، مثل “إس سي أو أوبن ديسكتوب”، وكان يطوّره شركة “سانتا كروز” منذ عام 1989 حتى توقف دعمه نهائيًا في عام 2016. اعتمد هذا النظام على مكتبة “يونكس” ونافس أنظمة “مايكروسوفت زينيكس”. ورغم افتقاره للعديد من الميزات المتوفرة اليوم مثل دعم الشبكة “آي بي” والواجهة الرسومية المتطورة، إلا أنه كان من أوائل الأنظمة التي دعمت تسمية الملفات الطويلة.
3. نظام “أو إس/2”
قبل التسعينات، كانت “آي بي إم” مسيطرة على سوق الحواسيب، وساهمت بشكل كبير في تشكيل مستقبل أنظمة التشغيل. تعاونت “آي بي إم” مع “مايكروسوفت” لطرح نظام التشغيل “أو إس/2″، الذي كان يهدف إلى منافسة أنظمة مثل “دوس”. ورغم أنه قدم واجهة رسومية وتعدد المهام، إلا أن المتطلبات البرمجية العالية وانتشار أنظمة التشغيل الأخرى مثل “ويندوز 95” أدت إلى تراجع “أو إس/2″، الذي توقف تمامًا في عام 2006.
4. نظام “جافا أو إس” (JavaOS)
في عام 1996، طرحت “صن” (Sun) نظام “جافا أو إس” الذي كان يعتمد بالكامل على لغة البرمجة “جافا”. كان هذا النظام موجهًا للعمل على أجهزة متعددة مثل الحواسيب والأجهزة المحمولة. ورغم الاهتمام الذي حظي به في البداية، إلا أن “صن” توقفت عن تطويره في عام 1999 لتوجيه المستخدمين نحو بيئة تطوير “جافا” بدلاً منه.
5. نظام “ليندوز” (Lindows)
في بداية الألفية، كان نظاما “ويندوز” و”لينكس” في صراع مستمر. ولملء الفجوة بين النظامين، تم تقديم نظام “ليندوز” الذي كان سهل الاستخدام وأقل تكلفة من “ويندوز”. ورغم النجاحات الأولية للنظام، إلا أن “مايكروسوفت” رفعت دعوى قضائية ضد الشركة المطورة بسبب تشابه الاسم مع “ويندوز”. بعد سنوات من النزاعات القانونية، غيرت الشركة اسم النظام إلى “لينسباير”، وما زال هذا النظام حيًا اليوم بفضل الإصدار المجاني “فري سباير”.
خلاصة
رغم اختفاء هذه الأنظمة من الساحة، فإن تأثيراتها ما زالت حاضرة، حيث قامت الأنظمة الحالية بدمج العديد من المزايا التي كانت تقدمها تلك الأنظمة. ومع مرور الوقت، أصبحت الأنظمة الكبيرة مثل “ويندوز” و”لينكس” تحتل الصدارة، ولكن علينا أن نُذكر تاريخ الأنظمة السابقة وأثرها على تطور تكنولوجيا الحوسبة.
مصادر:
- تقارير تاريخية لشركات البرمجيات.
- مقالات من موقع “The Verge”.
- دراسات ومراجعات متخصصة في أنظمة التشغيل.